دور إدارة الأزمات فى إسـتراتيجية إتخاذ القرارات
بقلم معاوية مكى خليل
كولونيا ا لمانيا
- تمهيد .. طبيعة " القــرار "
- أنواع القرارات :
- علم " صناعة القرار "
- تمهيد .. طبيعة " القــرار "
- علم " صناعة القرار "
- مراحل إخاذ " القـــرار "
- المرحلة الأولى : مرحلة تحديد القضية او المشكلة
- المرحلة الثانيـة : مرحلة تحديد الحلول البديلة
- المرحلة الثالثـة : مرحلة تحديد المزايا والعيوب المتوقعة لكل حل بديل
- المرحلة الرابعـة : مرحلة تصنيف القرارات
- المرحلة الخامسة : مرحلة التصارع فى اتخاذ القرارات
- صراعات التقريب
- صراعات التحاشى
- المرحلة السادسـة : مرحلة محاوله وضع كتالوج لأنواع القرارات
- القرار الإستراتيجى
- القرار التـكـتيكى
- القرار الـتـنـفيذى
- المرحلة الســابعة : مرحلة اختيار الحل الأمثل
- المرحلة الثامنه : مرحلة مراقبة الأداء
§ مفهوم " المشكلة " و " الأزمة " و " الكارثة "
- ماهى " المشكلة "
- ماهى " الأزمه "
- ما هى " الكارثة "
· أسـباب حدوث الأزمات من وجه الإدارة
·
واجب
" إدارة الأزمات "
· أهمية دور الفرد فى صنع قرار الأزمــة
· علم المسـتقبليات وإدراة الأزمات .
--------------------------------------------------------------
§ تعريف القرار
-----------------
- هو تحديد " أمراً للتنفيذ " دون غيره من سائر الأمور وهو كما يعرفه علم الإدارة هو التعرف على :
- البدائل المتاحة لإختيار الأنسب بعد الـتأمل بحس متطلبات الموقف
- فى حدود الوقت المتاح
ولهذا فعندما يعتمد تصرف " الفرد " فى إتخاذ أمر ما , على " التفكير والدراسـة " , يطلق على تصرفه فى هذه الحالة , أنه قد إتخذ " قرارا " ,
أما إذا كان تصرفة هذا نتيجة " رد فعل لا شــعورى " , فلا يمكن إضفاء , صفه إتخاذ القرار على هذا التصرف ،
لأن الأســاس فى إتخاذ أى " قرار" هو إجراء عملية " الإختيار " التى ترتكز على " الدراسـة والتفكير "
بمعنى " إختيار أحد الحلول البديلة " المقدمه إزاء قضية معينه أو مشكلة ما .
§ انــواع القــرارت :
-------------------------------------
فى الغالب يأتى الحديث عن القرارات الإدارية فى المؤسسات التجارية والمشآت الصناعية .. ولكن هنالك أيضا
" القرارت الشخصية " فى الحياة العامة
§ القرارات الفردية
--------------------
( مثال طالب يريد أن يحدد الجامعه التى يريد الإلحاق بها ) أو ( يريد اختيار إمرأة للزواج )
< ( نتائجة يتحمله الشخص وحده )
ولهذا يواجة الإنسـان فى مسار حياته العملية الكثير من البدائل والإمكانات , مما يوجب علية " الإختيار " بينها ، وبالتالى يكون لإختياره " إحدى هذه البدائل " آثره على مستقبل حياته .
فكلما حقق الإنسان مزيدا من النجاح فى حياته العملية , وكلما زاد تقدمه فى السلك الوظيفى , كلما إكتسبت مسئولياته فى إختياره لإحدى هذه البدائل أهمية كبيرة ,
§ القرارات الجماعية
---------------------
هى التى تخص تخص " الأمة " برمتها .. كقرار يتخذه الحاكم فى مصلحة الأمة < ( نتاجة تتحمله الأمة كلها ) ففى العادة يتحمل الشخص الذى وقع إختياره على إمكانية ما أو بديلة معينه " تبعيه " إتخاذ هذا القرار ,لأته يؤثر ازائة إتخاذ هذا القرار على " أشخاص أخرين" أو على " أشياء موجوده " فى بيئته المحيطة به . والقرارات " الخاطئه" يمكن أن ينتابها " النقد والعقاب " من البيئه المحيطة بها .
فكما إرتفعت مرتبه الشخص صاحب إتخاذ القرار فى التســسـل الهرمى فى المؤسـســة التى ينتمى اليها كلما إتسعت الأبواب لإنتقاده , وعليه فيلتزم صاحب إتخاذ القرار بمهمتين :
أ ) تبرير إتخاذ هذا القرار من الناحية الموضوعية
ب ) تحمل مســئوليتة لإتخاذه هذا القرار .
§ القرارات العادية
-------------------
قرار إهداء هدية لشخص عزيز عليك < نتائجة ليست خطيرة
§ القرارات المصرية
--------------------
قرارك فى العمل داخل البلاد .. أو الهجرة للعمل خارج البلاد < نتائجة مصرية بالنسبة للشخص صاحب القرار
§ القرارات الدورية
-------------------
وهى التى تتكرر دائما .. مثل " الإمتحانات " فهى أمر يتكرر دائما .. فهو يحتاج إلى أسلوب جمع المعرفة ,
أما بالنسبة للشركات .. مثل المؤسسة التى ( تعين أو تفصل موظفين لديها )
§ القرارات الطارئة
-------------------
وهى التى ختلف عن القرار ات الدورية فهى تحتاج الى ( وقت أقل لإتخاذها )
§ علم صناعة القرار
--------------------
والآن و فى ظل هذا العصر الحديث ومع تطور وتشابك المعطيات المختلفة المرتبطة بصناعة القرار الإستراتيجى بات من المهم الرجوع الى مايسمى " علم صناعة القرار " وهو علم تطورت مفاهيمه ليعنى القدرة على إستعراض كل الخيارات الممكنه أمام صانع القرار لضمان إتخاذ " القرار الصائب " " مع " إنخفاض كلفته " .
وقد شغل العلماء بموضوع تطوير تقنيات ورياضية وتوظيف برمجيات الحاسب الألى للمساعدة فى صناعة القرار الرشــيد . وكان أبرز العلماء فى هذا المجال " توماس ساعاتى " عالم الرياضيات فى جامعه " بتسبورج " الذى توصل الى ما يعرف بصانع القرار الآلى " Auto Decision Maker . وقد نشر معهد الإدارة العامة ترجمه عربية لكتاب توماس ل. ساعاتى ( صناعة القرار للقادة : عملية التحليل الهرمى للقرارات فى عالم معقد )
§ ترشيد عملية اتخاذ القرار فى الإدارة
---------------------------------------
يدرس " علم الإقتصاد" الخيارات والتصرفات من أجل تحقيق أفضل إستخدام , فعدم وجود موارد كافية لتلبية جميع الإحتياجات , أجبرت متخذ القرار إلى تخفيض الإنفاق من أحد القطاعات لصالح قطاع آخر ( قطاع الدفاع وقطاع التعليم ) ..ولذلك كان ولابد من ترشيد عملية إتخاذ القرار لتحقيق - أكبر قدر من المكاسب و تقليص أكبر قدر من الأضرار .
مثال : نقطة إغلاق مشروع يحقق خسائر .. ( لا يغلق طالما أنه يغطى تكاليفة المتغيرة ) .
نقطة إغلاق مصنع له آثار خارجية .. ( الصحة العامه ) كمصنع اسمنت ..
- هل تفرض ضرائب على صناعة الأسمنت لتعريض المتضررين منها
- هل تفرض قيود بيئية صارمة على صناعة الأسمنت
وأى هذه الخيارات سيحقق نفعا أكثر أو ضررا أقل ؟
§ وعلية فتتخذ عملية إتخاذ القرار المراحل الآتية :
----------------------------------------------------
· المرحلة الأولى ( مرحلة تحديد القضية أو المشـكلة )
-------------------------------------------------------
وهذه المرحلة من أهم المراحل الفكرية فى إتخاذ القرار لأنها تحدد :
- نوع المشكلة ( بمعنى تفهم حجم المشكلة ووصفها الدقيق ومدى تأثيرها ولماذا ظهرت )
- والنقط الهامه بها
- توقيت حل المشكلة
- أسباب حلها
- النتائج المترتبه على إتخاذ هذا الحل أو
- مدى صعوبة وجود حل ما لهذه القضية .
· المرحلة الثانية ( مرحلة تحديد الحلول البديلة القابلة للتطبيق )
-----------------------------------------------------------------
لتحديد الحلول البديلة لابد من الإعتماد فى هذه المرحله على المعلومات :
- المعلومات المطلوبة يجب أن تكون حقيقية ودقيقة ومناسبه للموضوع
- لابد من تحليل المعلومات والإستفادة منها
- تحصيل المعلومات المتاحة للفرد
- الاستعانه بالمعلومات التى تعتمد على خبرة وأبحاث الأخرين أيضا
· المرحلة الثالثة ( مرحلة تحديد المزايا والعيوب المتوقعة لكل حل بديل )
--------------------------------------------------------------------
وهذه مرحلة فكرية صعبه , إذ لابد وأن يتنبأ صانع القرار بالنتائج المتوقعه لكل بديل : السلبيات والإيجابيات ..لأن هذه المزايا أو تلك العيوب لا تظهر إلا فى المستقبل , ومما يزيد الأمر صعوبه هو " عامل الوقت " .. ففى الغالب لا يسـمح ضيق الوقت بإكتشاف كل النتائج المتوقعه من كل بديل منها , خاصة عندما تكون الأثار المترتبة على هذا القرار ليست على الفرد وحدة و ولكن على أسرته وأولادة أيضا أو على الناس من حوله
·
المرحلة الرابعة ( مرحلة تصنيف القرارات )
-------------------------------------------
فى هذه المرحلة يوازن " صاحب القرار" بين بديلين على الأقل فيختار منها البديل وذلك طبقا لوجهات نظر محددة ,
اذا كانت نتيجة الإختيار ثابته من بادئ الأمر , أى تؤدى معرفة كل البدائل إلى معايير ثابته و يمكن برمجتها ,
وهنا يجب التساؤل إذا كان للقرار " المنطقى " عموما صفه " القرار" أو لابد من دخول حد أدنى من " المخاطرة " على الأقل فى جوهر إتخاذ القرار .
فى أغلب الحالات لا يؤدى هذا " الإختيار " إلى إتخاذ قرار واضح بــ " نعم " أو " لا " ولهذا فكلما زاد عدد البدائل كلما إنخفض إســتعداد صاحب إتخاذ القرار فى تحمل المسـئولية , وبالتالى تتســم القرارات فى هذه الحالة بعدم الوضوح والإبهام فى التعبير .
· المرحلة الخامسة ( مرحلة التصارع فى إتخاذ القرارات )
-----------------------------------------------------------
فى حالة عدم توفر " بدائل " إيجابية , يكون من الصعب على الفرد إتخاذ " القرار " وهنا نقابل نوع من الصراع , وفى هذه الحالة يتم وصف هذه القرارات بأنها " مؤلمة " . واذا أظهر صاحب القرار " تردد " أو " جهل بالوضع " أو " تأجيل ا إتخاذ القرار " أو "عدم اتخاذ القرار " يمكن أن يترتب على هذا الصراع نتائج خطيرة
وتنقسم هذه الصرعات إلى نوعين وهى :
صراعات التقريب
----------------
وفى هذه الحالة ( لا ) يستطيع صاحب القرار إتخاذ القرار بين بديلين " إيجابيين "
- مثلة مثل " حمار بوريدان " الذى مات جوعا فى وســط " كومتين متماثلتين فى الجودة " من الحشائش الجافة .
ففى صراعات " التقريب " هذه لا يستطيع صاحب القرار على سبيل المثال :
- المستثمر الذى لم يستطع تحديد الجهه التى يريد الإســتثمار فيها مما يترتب عليه تفويت فرصة الإســتثمارات
بالكامل , هو ما لا يتماشى مع ما تملية الضرورة الإقتصادية
- و الطالب الذى يحصل على مجموع كبير فى الثانوية العامة ولم يستطع إتخاذ القرار .. الإلتحاق يكلية الطب
أو الهندسه إلى أن تفوت عليه فرصة الإلتحاق بأى كليه منهما
وصراعات التحاشى
------------------
وفى هذه الحالة ( لا ) يســتطيع صاحب إتخاذ القرار أن يختار بين بديلين " سلبيين"
مثله فى ذلك مثل الجندى الواجب عليه الإختيار بين " الخطر " من ناحية و " العقاب " بسبب رفضه تنفيذ أمر من الأمور العسـكرية من ناحية اخرى ,
ففى صراعات " التحاشى " يتسبب إختيار " البديل " فى نوع من الضغط على صاحب إتخاذ القرار , لذلك نجده يميل فى أغلب الأحيان إلى تحاشى إتخاذ " القرار" أو على الأقل تأجيله إلى وقت لاحق .
§ المرحلة السادسـة ( مرحلة محاولة وضع كتالوج لأنواع القرارات )
------------------------------------------------------------------
لا يمكن وضع كتالوج كامل لجميع أنواع القرارات , ولكننا نشـير فى هذا المجال إلى بعض أنواع القرارات الممكنه والواردة , فكل صاحب عمل له أهدافه التى يعمل على تحقيقها وتنقسم هذه الأهداف إلى :
أهداف أوليـة :
--------------
هذه الأهداف التى توجد فى المقدمه وتتمتع بوزن ثقيل
أهداف ثانويه :
-------------
نظرا لأن قدرة تصرف الفرد محدودة , فلا يمكنه تحقيق كل الأهداف بصورة فورية ولهذا يتم تأجيل تحقيق بعض هذه الأهداف .
وبعد أن يصل الشخص إلى وضع يمكنه من " إختيار البدائل " وبالتالى يمكنه من إتخاذ الإجراءات والوساائل التى تمكنه من تحقيق أهدافة ، وعليه فيمكن تقسيم " القرارات " إلى ثلاثة أنواع :
" القرار الإسـتراتيجى " و " القرار التكتيكى " و " القرار التنفيذى " .
-------------------------------------------------------------------------
- القرار الإســـتراتيجى :
-------------------------
تتأثر المؤسسات الكبيرة بإســتمرار بإضطرابات داخلية وخارجية ويتطلب الأمر ملائمة الوضع بصورة مسـتمرة , على أن لا يؤدى ذلك إلى الإنحراف عن أهداف المؤسـسة , ويمكن إدراج جميع هذه الإجراءاتها تحت عبارة " مسار عملية التوجيه " و هذا التوجية يمكن أن تقوم به المسـتويات الإدارية العليا أو المستويات الإدارية الوسطى بالمؤسسة., والتوجيه يعنى فى هذا المجال هو " تفويض السلطة فى إتخاذ القرارات " وتصنيفها تحت بند " تنفيذ القرارات " ســواء أكانت قرارات " أصلية اســتراتيجية " أ و " فرعية روتينية " .
فالقرارات " الإســتراتيجية " يتم تحديدها من " المستويات الإدارية العليا فى المؤسسة " وكلما إبتعدت الجهه التى تصدر القرارات عن الجهه المنفذه لها , كلما طال طريق الإتصالات بين الجهتين , وكلما إحتاجت المعلومات لوقت أطول .. و كلما زادت خطورة تحريف المعلومات أو تقادم ما تقدمه من أخبار , فإمكانية مواجهه هذا الخطر تتمثل فى تفويض صلاحيات إتخاذ القرارات ,
هذا و يمكن توضيح فحوى القرا ر الإســتراتيجى بالإجابه على الاسئلة الآتية :
--------------------------------------------------------------------------------
- ما هى الأهداف المحددة ؟
- وما هى العوائق التى يمكن أن تتعارض مع تحقيق هذه الأهداف ؟
- ما هى الإجراءات الواجب إتخاذها لتحقيق هذه الأهداف ؟
- ما هو البناء الاســـتراتيجى الفردى فى هذا الإطار ؟
- ما هو أسـلوب جمع هذه الإجراءات فى برنامج واحد ؟
- القرارا التكتيكى :
--------------------
ليس من السهل التفرقة بين إصطلاح " إســتراتيجى " و إصطلاح " تكتيكى " نظرا لأن للإصطلاحين عناصر مشتركة , فقد نشأت العبارتان فى المجال العسكرى ويتلخص الفرق بينهما بشكل أساسى فيما يلى :
يتعلق الأمر فى " الإســـتراتيجية " دائما ا بالمشروع بكامله أى يتعلق بقطاع كبير وهام وعلى مستوى عالى وبناء على ذلك يكون تأثير هذا القرار طويل الأجل .
- وبالنسبة " للتكتيك " فهو يتعلق بمجال الفاعلية أى بكل مهمه على حده وعلى ذلك فالتكتيك يعنى ما يلى :
- إستخدام الوسـائل المناسـبة
- فى الترتيب والمكان الصحيح
- فى الوقت المناسب ,
- بحيث يمكن تنفيذ الواجبات الفاعلة المحدده بشكل مثالى بقدر الإمكان .
وعلى ذلك يمكن القول أن " الإســتراتيجية " تحدد التفكير والتخطيط " لأجل طويل " , بينما " التكتيك " يتولى حل المشاكل التى تطرأ فى " لأجل قصير " .
- القرار التنفيذى :
-------------------
وهنا يتعلق هذا الأمر بالتنفيذ الحقيقى الفعال وتتمثل أهم مواصفاته التنفيذية فيما يلى :
- مرحلة زمنية قصيرة بحد اقصى 14 يوم
- برنامج لكل يوم يتمثل فى وضع برنامج لكل ساعة
- ويحتوى على الواجبات والطلبات والإلتزام بها لتحاشى أى إنحرافات فى الناحية التنفيذية بقدر الإمكان ,
فبيمنا يسند إتخاذ القرارات الإســتراتيجية إلى المستويات الإدارية العليا المختصة بإتخاذ مثل هذه القرارت , يتم تفويض العاملين المرؤســين للقيام بإتخاذ القرارات التكتيكية والتنفيذية وهذا يعنى أنه يتم إشتقاق أهداف فرعية من الهدف الإجمالى للمؤســسة والحاقة بالأقســام المختلفة .
· المرحلة السابعة ( مرحلة اختيار الحل الأمثل )
-------------------------------------------------
إن تعريف مصطلح " الإدارة " هو تحديد هدف معين للإشخاص وتشجيعهم على الوصول إلى هذا الهدف والتخطيط له , على أن يتم التنفيذ مع المراقبه والمساعدة لتحقيق ذلك الهدف.
فعادة يتولى صاحب إتخاذ القرار قيادة عدد من الآشخاص حيث يقوم بمباشرة الإدارة الكاملة أى تجميع الأهداف الإنفرادية فى هدف كلى , وقيادة كل مجموعه من الأشخاص تتميز بالمسئولية وسلطة إتخاذ القرارات وهنا يجب على السـلطة المتولية مراعاة تحقيق نظام إنضباطى صارم حتى تتحاشى وضع نفسها محل مساءلة بصفه مستديمة .
أما عن إمكانية تقييم المستويات الإدارية العليا فى المؤسسة من المرؤسين فهى مسأله من الصعب إكتشافها ,
فقد وصف " ونستون تشرشل " صاحب العمل على الوجه التالى :
- " يوجد أشخاص ينظرون إلى صاحب العمل على أنه ذئب أجرب يجب على الإنسان أن يقتله.
- بينما آخرون يعتبرون صاحب العمل بقرة يمكن حلبها بلا إنقطاع ...
- إلا أن القليل من الناس ينظرون إلى صاحب العمل على أنه حصان لجر العربات "
هذا وتتعرض المستويات الإدارية العليا لسيل من النقد نظرا لأنه من غير المعقول أن توجد مؤســسة بلا هيكل تســسل هرمى ، فالمطالبة بتقسيم العمل وتخفيض التكاليف لا يمكن تصورها بدون تواجد نظام محكم وصارم , هذا ويمكن من خلال قيادة مناسـبة للأشخاص تقليل حدة التوترات التى تنشأ بين الجهات الآمرة والجهات المنفذه . إلا أن محو هذه التوترات بالكامل أمر غير ممكن
وعلى هذا يمكن القول بأن مرحلة " اختيار الحل الأمثل " هى من أشق المراحل على الفرد لأن هذا الإختيار معناه
" البت " فى الموضوع نهائيا أى الموازنه بين المزايا والعيوب لكل " حل بديل " تحت هذه الظروف , خاصة وأن هنالك إعتبارات متضاربة لابد من الإعتماد عليها للإســترشــاد بها عند إختيار الحل البديل ، مثل :
- الإعتبارات الإنسانية والروحية و الدينية و الإقتصادية
- إعتبارات الفن والجمال والبيئة
- وإعتبارات إمكانية تنفيذ هذا الحل البديل .
و حكاية عملية " إتخاذ القرار " ســـواء بالنسبة للفرد على المستوى الشخصى أو الفرد كعضو فى أى مؤسـسـة ما سـواء رئيسـا أو مرؤسـا .. فهى تأخذ أى شـكل من الأشـكال السابق الإشــارة اليها وإن كانت بصور متباينه
· المرحلة الثامنه : مرحلة مراقبة الأداء
-----------------------------------------
المفصود من هذه المرحلة هو مراقبه الأداء ومتابعته والوقوف على السلبيات وعلاجها أو التوجية إلى علاجها
وليس معنى ذلك هو مجرد " التفتيش على الأفراد فى تطبيق القرار بل المعايشة والإنصهار مع المجموع فى تطبيق القرار
§ والآن نتطرق فى الحديث الى مفهوم " المشكلة " و " الأزمة " و " الكارثة "
--------------------------------------------------------------------------
ما هى المشكلة ؟
---------------
ان مفهوم المشكلة هى حالة من التوتر وعدم الرضى نتيجة وجود بعض الصعوبات التى تعوق تحديد الأهداف والوصول اليها والمشكلة هى السبب لحالة غير مرغوب فيها وبالتالى يمكن ان تكون وتعمل بمثابه تمهيد للأزمة إذا إتخذت مسارا حادا ومعقدا ( ولهذا فينصح بعدم ترك المشاكل تتراكم ويجب حلها بشكل دورى ودائم ووضع الحلول المناسبة والسريعة حتى لا تتحول وتشكل الأزمة .
ماهى الأزمة ؟
-----------
- الأزمة هى جزء من نسيج الحياة ( سواء على مستوى الشركات أو المصالح الحكومية أو الأفراد )
وما من أحد إلا وتعرض لأزمه فى حياته ســـواء أكانت :
- فى الدراسة
- فى العمل
- فى الزواج
- فى الأزمات المالية
- أزمات صحية , أو غير ذلك
وتختلف الأزمات بطبيعة الحال من شخص لأخر حسب شدتها وتوقيتها وحسب مرات تكرارها
ماهى " الكارثه " ؟
-----------------------
الكارثة : هى من صنع الطبيعة مثل : الزلازل والعواصف والبراكين وحرائق الغابات الناتجة عن العواصف
والتى تؤدى إلى تدمير آلى وخسائر فى الموارد البشرية والمادية ( وهذه ليست موضوع بحثنا الآن )
وعليه فيمكن القول بأن الأزمة : هى " فعل " أو " رد فعل " انسانى : يهدف الى :
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
- توقف أو انقطاع أو تغيير نشاط من الأنشطة أو
- زعزعه إســتقرار وضع من للأوضاع
اسباب حدوث الأزمات من وجه نظر ادارية
-----------------------------------------
- المعلومات الخاطئة او الناقصة
- التفسير الخاطئ للأمور
- الضغوط الداخلية او الخارجية ( المنافسـة - مطالب العاملين و التكنولوجيا الجديدة )
- ضعف المهارات القيادية
- جمود وتكرار المديرين فى أداء العمل
- البحث عن الحلول السهلة ( فهى تزيد المشاكل )
- الشائعات
وعلية فواجب " ادارة الأزمات " التعامل مع الأزمة
-------------------------------------------------------------------------
وإدارة الأزمات أصبحت " علم " يتقدم كل يوم .. صحيح أنه موجه أساسا لمواجهه الأزمات التى تتعرض لها الشركات ومنظمات الأعمال والمصالح الحكومية , ولكن هذا لا يمنع من أنه يتعامل على مبادئ عامة يمكن أن تساعد فى التعامل مع الأزمات الشخصية ..
لا شك أن مرحلة تعدى الأزمة يتوقف على نوعية القرار المتخذ فى الأزمة الذى يصلح معه السير فيها ,
فمثلا :
اذا سعى العاملون فى مؤســسة ما إلى " الإضراب عن العمل " من اجل :
- زيادة أجورهم
- أو المشاركة فى الأرباح
- أو تكوين نقابه لهم
- أ خفض ساعات العمل
- أو الحصول على مزايا عينية اخرى .. الخ
ويقوم صاحب العمل " بطرد " بعض المحرضين على الإضراب بهدف تحقيق الإنضباط .. وعليه
اذا نجحت محاولة ( صاحب العمل ) فى تحقيق هدفه وفيقال فى هذه الحاله أن العمال قد تسببوا خلق ( أزمة ) وقد نجح ( صاحب العمل ) فى تحقيق مراده ونجحت محاولته فى إدارة الأزمة
اى انه اذا ( فشل ) الإضراب فى تحقيق أهدافة
ونجحت جهود المحرضين عليه فى إقناع صاحب العمل
بمجازاتهم بخصم بضعة أيام من أجورهم بدلا من فصلهم فإن ذلك فى حد ذاته يمثل ( انجازا ) لهم فى تحجيم خسائرهم أو وفى
هذه الحاله يقال انهم قد نجحوا فى ادرة الأزمة
ولكن
فإن ( نجاح صاحب العمل ) فى فصل العمال المضربين , قد يؤدى إلى نقص فى الإنتاج أو إلى تكرار الإضرابات من جانب باقى العمال تعاطفا مع زملائهم المفصولين , مما يهدد بتوقف نشاط المؤســسة
أو
واذا ( نجح العمال المفصولين فى تحقيق هدف الإضراب وهو الحصول على زيادة فى أجورهم
( قد يدفع صاحب العمل إلى التنكيل ببعض متزعمى الإضراب أو تشـديد الجزاءات الموقعة على من يخطئ منهم )
وعليه
فيمكن ان تحل الأزمة بفائدة مشتركة للطرفين :
- فى حالة نجاح الإضراب .. قد يحصل حصول العمال على زيادة فى اجورهم ولكن
- فى المقابل يحصل صاحب العمال ( على ساعات اضافية من العمال ) لزيادة الإنتاج
أهمية دور الفرد فى صنع قرار الأزمة
-------------------------------------
نظرا لأن الأزمة .. فعلا إنســانيا .. فإن إدارتها تتوقف إلى حد كبير على الإجراءات التى يتخذها صانع قررات
" ادارة الازمة " والتى تتجلى فيما يلى :
- ضرورة إكتشاف إشـارات " الإنذار المبكر " فمعظم الأزمات تســبقها أشارات بسـيطة تنبئ بأن هناك أزمة
ما سوف تحدث ولهذا فيجب عليه عدم إهمال هذه الإشارات البسيطة والتعامل معها بجدية ( مثل سائق السيارة الماهر الذى يحرص دائما على سماع صوت " موتور " السيارة لأن الخبره علمته أن أى تغير فى هذا الصوت قد ينبئ بحدوث أزمه ) .
- العمل بمبدأ " الوقاية والإستعداد " فبعد التقاط إشارات" الإنذار المبكر" لابد من الإستعداد وإتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمه بدون تأجيل أو تباطؤ حتى يمكن تجنب حدوث الأزمه بقدر الإمكان ووضع خطة أو تصور لما سـوف يجب القيام بعملة ( لآن مجرد إكتشاف إشارات الإنذار المبكر لن يكون له قيمة إذا لم يتبعه إتخاذ إجراء وقائى )
- العمل على جمع أكبر قدر من المعلومات من ( موقف الأزمة )
- التعامل مع الأزمه بدرجة كبيرة من الموضوعية فى جمع المعلومات , والفصل ما بين الحقائق الموضوعية وبين الرؤية الشخصية للحقائق .
- لابد من إيجاد إتصال فكرى ولغوى وثقافى " مباشر " بين طرفى العلاقة المصابه مع وجود القدرة على تصحيح بعض المفاهيم المتحيزة لكل من الطرفين
- ضرورة الحياديه فى التعامل مع المشكلة . وذلك بعدم إلقاء مسئولية خلق موقف الأزمة على ( عاتق الخصم ) و عدم محاوله تبرئه الذات من أيه تبعه فى خلق الموقف أو إنكار الخطأ الشخصى وتحميل الخصم المسؤولية كاملة , لأن ذلك يؤدى فى النهاية إلى تعنت الطرف الأخر فى موقفه وذلك لشعوره بالظلم وبالتالى ستكون محاوتة الرد على الإتهام بالمثل وذلك يدخل الطرفين فى حلقة مفرغة من الإتهامات والوصول بالأزمة إلى طريق مسدود .
- أما اذا حدثت الأزمة فعلا
-----------------------------
- فلابد من محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتقليل الخسائر لأقل حد ممكن
- العمل على إستعاده النشاط بعد الأزمة حتى لا تكون الأزمة وتوبعها مصدرا للإحباط والإكتئاب
- الإستفادة من دروس الأزمة مهما تكن قاسية ومهما ترتب عليها من خسائر مادية او معنوية فإنها تترك
دائما دروسا ومن الحكمة أن يتعلم المرء من هذه الدورس
- علم المســتقبليات وادارة الأزمات
-----------------------------------
إذا حدث للإنسان ( أزمة فجأة ) فكيف يتصرف ؟
بطبيعة الحال سوف يحدث له إرتباك .. ودون تفكير .. ربما يتخذ ( رد فعل ) و يكون له ( رد فعل خاطئ )
اما اذا ( توقع حدوث الأزمة ) .. و إســتعد لها مسبقا .. فيكون تعامله معها بأحد ثلاثة أمور :
.
- إما تلافى وجود هذه الأزمة أصلا .. أى قبل حدوثها
- أو العمل على التخفيف من حدتها
- أو مجاراتها .. والتعامل معها .. بحكمة وذلك بعد تفكير
ولهذا فان التعامل " الإتكالى " مع أى أزمة يشـكل خطورة هائلة وعلية فإن مقابلة الآزمة والإســتعداد لها قبل حدوثها والتعامل معها أثناء حدوثها يتطلب :
تحليل بعض المعلومات لوضع الحلول والبدائل عند حدوث الأزمة ويتوقف تحليل هذه المعلومات على ما يلى :
- دراسة الماضى
- إستيعاب الحاضر
- التنبؤ للمســتقبل
هناك منهج تفكيرى لإتخاذ القرارات فى الأزمات .. وذلك عن طريق " المنهج العلمى " الذى يرتكز على
( علم المستقبليات وادارة الازمات ) وهذا علم له قواعد وأصول علمية ويدرس فى الجامعات والمؤسسات الإقتصادية والسياسية .
فى السويد مثلا منذ 1972 " تأسست كليات فى الجامعه " متخصصة فى تدريس هذا الفرع من العلوم ( علوم المستقبل ) هذا بجانب المؤسـسـات العلمية والسـياسـية العديدة التى تقوم بهذه المهمة ايضا .
ما هو علم دراسات المستقبل ؟ Futurology
------------------------------------------------------
علم دراسـات المسـقبل الحديث futurology , قد أبدع منهجا علميا رصينا له أســسه ومبادئة وقوانينه , مما أكسبه الخصائص العلمية والعقلانية وأقنع كثيرا من مراكز البحث العلمى للإعتماد علية فى إكتشـاف خصائص الســناريوهات المســتقبيلية والتى أثبتت التجربة إمكانية حدوثها كما تم توقعها ,
مما لاشــك فيه أن علم دراسـات المنســتقبل لا يدعى أنه قادر على توقع المســـتقبل بشــكل قطعى , ولكنه فى المقابل يحاول أن يصل إلى تفييم إحتمالات حدوث الخيارات المســتقبلية إلى الدرجة التى تزيل الضبابية وعدم التأكد التى يواجهها عادة من يتحمل مســئولية إتخاذ القرارات الاستراتيجية الصعبة .
أول من استعمل لفظ " علم المسـتقبل futurology " هو الأمريكى ذو الأصل الألمانى Ossip Fleichthiem
وهناك العالم الفرنسى Bertrand de Jouvenel الذى استخدم مصطلح futuribles وهو يعنى " المستقبلات الممكنه ( والمصطلح مركب من كلمتين futures وهى تعنى المستقبلات وكلمة Possibles والتى تعنى الممكنه )
ملحوظة
--------
فى عام 1970 بلغ عدد الهيئات الأمريكية الأساسية المتخصصة بالدراسات المستقبلية 386 هيئة , شـملت جميع التخصصات فى العلوم كالسياسة والإقتصاد والإدارة .. وقد ســخرا قواها التكنولوجية والبشـــرية والمخابراتية لدعم هذا الاختصاص , وهى تهدف إلى حجم المحاولات الرامية إلى اســتعمار المستـــفل والإنتقال من إســـتعمار الأرض إلى إاســـتعمار " الزمن "
أهم تعريفات علم " دراسات المستقبل "
------------------------------------------
تعريف Daniel Bell " هو علم الحاضر ¸وليس تخيل المسـتقبل , وتركز المسـتقبلية على تفسـير التشـكيلة ألإجتماعية
وتحديد مشـاكلها وإســتخلاص البدائل والحلول , بمعنى إكتشاف أو إبتكار وفحص ونقيين وإقتراح مســـتقبلات ممكنه أو محتمله أو مفضله "
تعريف Gaston Berger " هدف الدراسات المستقبلية ليس فقط النظر إلى " بعيد " بل النظر صورة واسعة والتحليل لجوهر الظواهر بالإستــعانه بالخبراء وإســـتعمال تقنيات وتحليل النظام . "
تعريف Ossip Fleichthiem " علم ( التبؤ العلمى ) بإســـتخدام النماذج الرياضية والذى يلجأ إلى الأرقام والإحصائيات والرســوم البيانية والتوقعات الرقمية بحيث تبين الصورة البانورامية للمســتقبل عن ملامحها وألوانها وظلالها "
ملحوظة :
---------
معنى ذلك أن الهدف هو مساعدة صانعى القرارات للتوجه نحو الأهداف بعيدة المدى مع إطلاعهم على التدابير الواجب إتخاذها فى الحين بقصد الوصول اليها . وذلك بوجود آليات من الحاضر تســاعد على فهم المســتقبل من أجل أخذ الحيطة والإســتعداد لما هو قادم .
اهم التقنيات المستخدمة فى " الدراسات المستقبلية "
---------------------------------------------------------
التنبؤ
-----
بما يحجث فى مجال علمى و محاولة التوصل إلى تصور خصائص ظاهرة " ما " تتسـم بقدر من الشــمول عبر فترة زمنية لاحقة إعتمادا على معطيات الحاضر الذى يصف خصائص الظاهرة
تقنية دلفى Delphibefragung
----------------------------
وهى التى تتطلب عددا كبيرا من الخبراء , يتم عليهم عرض الظاهرة محل الدراســة ( كل على حده ) . ثم تجرى مقارنه رأى كل عالم بالآراء الأخرى , ثم إعادة طرح الأراء على مجموعات الباحثين ليكيف كل موقفه وهكذا إلى أن يتم رســـم الصورة المســتقبلية الأكثر قبولا .
أهمية الدراسات المستقبلية
-----------------------------
- أولا : إكتشـاف المشـكلات قبل وقوعها , فيتم التهيؤ لمواجهتها أو حتى لقطع الطريق عليها , والحيلوله دون وقوعها
( وظيفة الإنذار المبكر )
- ثانيا : إعادة اكتشـــاف الموارد
والطاقات المتاحة ا
- ثالثا : بلورة الإختيارات الممكنه والمتاحة وترشـــيد عملية المفاضلة بينها .
الخاتمة
--------
فى الســـتينيات .. مع انتهاء أزمة الصواريخ فى " كوبا " أعلن " روبرت ماكمنارا " وزير الدفاع الأمريكى أن هذه
" الأزمه " أذنت ببداية عصر جديد يسمى , " إدارة الأزمات "
وعلية فيمكن القول بأن " الدراســات المســـتقبيلة " ..هى أداه وعونا لصناع " إتخاذ القرار " حتى يمكنه
التنبؤ والإســتعداد للسيـطرة على " الأزمة " قبل وقوعها .. أو على الأقل الحد من تأثيراتها الســـلبية و التعامل معها على أســس علمية بعد وقوعها .
تمت