Star InactiveStar InactiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive
 
قصة قصيرة .... أنا والمطر وهنود لـــ أسامة السلطان

 

 

سقط المطر معلناً وجوده في مزاج الحياة .. فيهم من يتجنبه ويتخذه عدواً رافضاً ذلك الوجود البلوري .. سقوطه عليهم حجراً متناثراً على الرؤوس .. رصاص يخترق الوجوه مغيراً ملامحها المرسومة منذ الولادة .. بلله .. نداوته .. وحل انغمس به هذا الكائن اللئيم .. هكذا يشعر الرافض لشريان وديمومة الحياة الأزلي .. أما أنا .. نافذة بيتي بكت فرحا وسعادة.. حتى دموعه الألاهية كشفت وجها قد بان من خلف زجاجها النقي كمرمر الضريح

-        من هذا ؟

تساءلت وحاولت أن اعرف عن الرجل الذي بان من خلف زجاج نافذتي الباكية في هذه الليلة الممطرة.

-        بيتي دافئ .. حضن امرأة  .. قبلة طفل .

رددت بصوت اسمعه أنا وأنا وحدي .. ونظري يمسح غرفتي .. يتجول فيها تلك التي منها تطل نافذتي على ليل ذلك الشارع باحثتاً عن ذلك الرجل الذي ربما انعكس رسمه على مراياها وهو يقف خلفي  .

-        لا أحد .. لأفتحها ...

دفعتها بكفي الأيمن بينما راحت كفي الأيسر ترفع ستائرها المهاجرة نحوي هاربة من الهواء .. كما تدفع حبيبتي خصلات شعرها عن عينها التي بلون السماء .

-        هذا أنا ...

باندهاش رافضا الفكرة من أن أكون أنا ..

-        كيف ومتى ؟ وأنا أقف محلي .. في حدود غرفتي الدافئة ..

حدثت نفسي هذه المرة بصوت عال

-        نعم أنا .. أنا ولست غيري .. لست غيري .....

بأعلى وأعلى .. حتى كدت أصرخ .. أو أصل حد الصراخ

-        نعم أنت .. أنت يا أنا .. ولأنك تحبها .. وهي تحب المطر .. أذا فهذا أنت ..أنا أنت .. تصور؟

متجها نحوي وبأعلى من صوتي الذي كنت أتحدث به آخر مرة .. كلمني أنا ذلك الذي يقف تحت المطر ..

- ولم تقف هناك ؟ حيث المطر

جاريته بالكلام وحادثته كأني أحدث شخص آخر وليس أنا

-        هنود الم تكن تحب المطر ؟

-        بلى

وافقته رغم أني مندهش أكثر لمعرفته اسم حبيبتي

-        وتحبها بعدد حبات هذا المطر

-        بلى .. بلى

-        وهي .. تحب المطر .. رغم أني .. أو انك لا تعرف أن كانت تحبك كما تحبها بهذه القوة ؟

-        بلى .. بلى .. بلى

-        هي تحب المطر وأنت تحبها .. ولذا أقف أنا تحته أتشرب حبها حتى أثمل

سكنت وصدقت وأيقنت أنني أنا أو هو أو كلانا يعشق هنود .. كما تعشق هي المطر فأصبحنا وأمسينا أنا والمطر وهنود واحد ..

-        ربما سيأتي يوم ويتوقف المطر

قالها بحزن عميق نابع من إحساسي أنا فرحل مبتعدا عني متلاشيا بالظلام .. فبكيت وانهمرت دمعتي على وجنتي كما انهمر المطر على زجاج نافذتي .
   
© Midan e.V. 2003 - 2017. Alle Rechte vorbehalten. Konzeption: ecosense - media & communication & Kit GmbH
© ALLROUNDER